الأربعاء، 15 فبراير 2012

قراءة استراتجية في الموقف الاسرائيلي من الحرب علي غزة



قراءة استراتجية في الموقف الاسرائيلي من الحرب علي غزة

لواء ا.ح متقاعد حسام سويلم

‏ ملامح عامة للبعد العسكرى للحرب على غزة:








اتسمت الحرب علي غزة بعدة ملامح عامة، يرجع بعضه للطبيعة الجغرافية الضيقة لقطاع غزة والبعض الآخر لمجمل الأهداف السياسية والإستراتيجبية لطرفى الحر‏ب (إسرائيل وحماس)


والتأثر الواضح بنتائج ودروس حرب لبنان عام 2006 ‏ وما حواه تقرير فينوجراد من توصيات للاستعداد لحرب قادمة توقع حتمية وقوعها، هذا إلى جانب تداخل أهداف ومصالح أطراف إقليمية فرضت نفسها بدرجة كبيرة على سير أعمال القتال لاسيما فى إطالتها لمدة 33 ‏ يوما.


‏أما أبرز هذه الملامح فتتمثل فى الآتي:

‏ا - فى الوقت الذى كانت فيه إسرائيل مستعدة جيدا لهذه الحرب وحددت أهدافها ورسمت أبعادها بدقة، بل وتدربت قواتها أكثر من مرة عليها إلا أن حركة حماس والتى أيضا كانت عاي علم بقرب وقوعها فوجئت بقوة حجمها واتساع أبقادها الجغرافية والزمنية، وهو ما اعترف به رئيسها خالد مشعل عندما صرح بأن ´´حماس خططت لتلك العملية علي أساس أنها لن تأخذ أكثر من يومين أو ثلاثة، ثم تحدث تظاهرات فى العالم العربى والإسلاميين وتخرج الناسى للشوارع فى مصر وباقى البلدان وتنظم تظاهرات أمام البعثات الدبلوماسية المصرية، وكل هذا بهدف الضغط على مصر لتفتح معبررفح بدون شروط ثم أضاف مشعل: ´´هذا كان رهاننا علي الشارع العربي، ولم تكن لدينا توقعات بهذه الجرائم التى سترتكب ضد شعبنا ومواطنينا فى في غزة ´. هذا كان رهان حماس ، ولذلك لم تقم بإعداد الجهة الداخلية فى قطاع غزة لمواجهة حرب تستمر 33 يوما 0 ‏خاصة لتحصين المدنيين من شعب غزة ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية التى لم يختلف اثنان فى أنها ستكون رأس الحربة فى العملية العسكرية ء وطوال العملية البرية لمساندتها. لذلك لم يتم تجهيز ملاجئ إيواء للمدنيين ء ولا مستشفيات تحت الأرض مجهزة لاستقبال المصابين» حيث تم الاعتماد فقط على مستشفى الشفاء التى استهدفتها الطائرات الإسرائيلية لوجود معلومات مؤكدة لدى الاستخبارات الإسرائيلية بوجود قيادات حماس السياسية والعسكرية فى ملجأ محصن أسفل المتشفى. إلى جانب النقص فى الاحتياجات المعيشية من غذاء ووقوده وهو ما أدى إلى وقوع هذا العدد الضخم من الخسائر البشرية حول 0 150 ‏قتلى وحوالى 0 50 ‏مصاب 70 % منهم من المدنيين.


-2 ‏ومع إدراك الجميع بأنه لا يوجد وجه للمقارنة فى القوة العسكرية بين حماس واسرائيلفان حماس اعتمدت علي ما لديها من صو اريخ أرض أرض لردع إسرائيل عن الا ستمرار فى الحرب. وان وصول صواريخ جراد إلى مدن رئيسية فى جنوب إسرائيل -أشدود والمجدال وعسقلان وبئر سبع -مما يجبر إسرائيل علي وقف الحربكما فعل حزب الله فى جنوب لبنان عام 2006 ‏. ولم تدرك حماس الفارق الكبير بين حربى 2006 ‏و 2009 ‏وان إسرائيل استوعبت تماما درس صواريخ حزب الله ولن تسمح بتكراره وذلك بقصف مواقع ومستودعات الصواريخ شمال غزة بصواريخ وقنابل جديدة سلحت بها مقاتلاتها، إضافة لوجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل داخل غزة جعلوا مواقع حماس السياسية والعسكرية واللوجسيتية أشبه بكتاب مفتوح أمام الاستخبارات الإسرائيلية. كما أن سلاح الصواريخ الذى بيد








حماس لا يمكن أن يكون له مفعول إلا إذا استخدم بأسلوب (الإغراق الصاروخي) أى قصف الأهداف الإسرائيلية بمئات الصواريخ وهو ما لم يكن متاحا لحماس حيث كانت تقصف الأهداف الإسرائيلية بحوالى 50 ‏- 60 ‏صاروخ فى اليوم فى أقصى الحالات معظمهم من طراز القسام ضد المستعمرات القريبة من الحدودى وهى غير مهمةوبعدد محدود من صواريخ جراد ضد المدن والأهداف الكثيرة والمهمة وقد تقلص هذا العدد فى الأيام الاخيرة من الحرب إلى 4 ‏- 5 ‏صاروخ فى اليوم لذلك فقد سلاح الصواريخ قيمته الإستراتيجية التى عولت عليها حماس باعتباره يشكل . ما أسمته (الردع بالرعب).


-3 ‏راهنت حماس أيضا على توريط القوات الإسرائيلية فى قتال مدن وشوارع ومباني، وهو بالطبر من أصعب أنواع القتال التى تواجهها الجيوش التقليدية، هيث تفقد المدرعات قيمتها، بل تصبح أهدافا سهلة للكمائن المضادة للدبابات والعبوات المتفجرة التى يعدها المدافعون داخل المدن على نواصى الشوارع وداخل المبانى المفخخة وفوق أسطح المنازل. وبما يمكن المقاومين من تكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات ء تجبرها على وقف القتال والانسحاب. فى حين أن القوات الإسرائيلية تجنبت تماما التورط فى قتال داخل مدن قطاع غزةواكتفت فقط بحصارها وقصفها جوا وبالمدفعية والتوقف عند ضواحيها الخارجية» والضغط علي الموجودين داخلها بالنيران ذلك لأن تورطها فى قتال داخل المدن سيفقدها دعم المعاونة الجوية القربية التى تعتمد عليها القوات البرية فى قتالها. كما أن القوات الإسرائيلية البرية لا تريد الوقوع فى الفخاخ المنصوبة داخل المدن لاختطاف جنودها بواسطة المقاومين، ثم المساومة عليهم كما يحدث حاليا مع الجندى الإسرائيلى الأسير لدى حماس (جلعاد شاليط) حتى أن تعليمات القادة الإسرائيليين لجنودهم بأن يتجنبوا الوقوع فى الأسر حتى ولو اضطروا للانتحار وفى حالتين أثناء القتال شمال غزة طلب قائد وحدة إسرائيلية خاصة من المروحيات الآباتشى تدمير منزل على كل من فيه لأن رجال المقاومة أسروا أحد جنوده داخله


-4 ‏وفى المقابل كانت خيارات إسرائيل للتعامل مع صواريخ حماس متنوعة، فقد اعتمدت أولا على ما لديا من معلومات عن مواقع ومستودعات هذه الصواريخ فشنت هجماتها الجوية ضدها لتدميرها، وما لم تستطع تدميره تكفلت القوات الخاصة أثناء الهجمات البرية بتدميرهوبذلك دمرت 70 %تقريبا من القوة الصاروخية لحماس، ولم يبق لديها بعد توقف القتال سوى1200 صاروخ معظمهم من طراز القسام والكاتيوشا محدودى المدى. أما الأسلوب الثانى ‏الذى تعاملت به اسرائيل وهو بجميع المقاييس أسلوب وحشى واجرامي، فهو ضرب جميع الأهداف والمنشات العسكرية والمدنية بقسوة إلى الدرجة التى لا تستطيع بعدها حماس أن تقبل مزيدا من الخسائر نتيجة الضغط الشعبى المضاد لها فى الداخل ء فتطلب وقف إطلاق النار 0 ‏ولكن لأن حماس لا تعبأ كثيرا بحجم الخسائر البشرية والمادية طالما أن الهيكل الرئيسي للقيادات السياسية والعسكرية وكتائب القسام سليما فقد استمر القتال والتدمير والمجازر 23 ‏يوما، وقد أثبتت معركة الصواريخ التى دارت فى غزة فشل لجميع وسائل الدفاع الصاروخى التى حاولت إسرائيل تطويرها - مثل نظام القبة الحديديةونظام حيتس أو ‏التى حصلت عليها من الولايات المتحدة أخيرا - مثل نظام سكاى جارد و باتريوت باك 3 فى التصدى للصواريخ قصيرة المدى والتى تطلق على ارتفاعات منخفضة.


-5 ‏وكما خسرت اسرائيل معركة الصواريخ فقد خسرت أيضا معركة تدمير الأنفاقفرغم اعلانها أنها دمرت حوالى 70% من الأنفاق المتواجدة فى منطقة الحدود بين مصر ورفحوقد استخدمت فى ذلك القنابل الإرتجابية والقنابل المضادة للتحصينات تحت الأرض (GBU- 39 ‏)» وهجمات القوات الخاصة إلا أن الفلسطينيين فى رفح استأنفوا بناء الأنفاق مرة آخرى، سواء ياصلاح ما تهدم منها أو ببناء انفاق جديدة ذلك لآن الانفاق كانت مكون اساسى فى الخطة الدفاعية التى أعدتها كتاتب القسامليس فقط بهدف التهريبولكن أيضا لمفاجأة القوات الاسرائيلية بخروج مقاتلى المقاومة كالأشباح من هذه الأنفاق لقاتلتهم ومحاولة أسر بعضهم، وهو ما دفع اسرائيل بعد توقف القتال إلى الا ستمرار فى قصف الأنفاق مع كل إطلاق صاروخ من جانب حماس ضد مدن جنوب إسرائيل.


-6 ‏لقد فشل الطرفان فى تحقيق أى حسم فى هذه الحرب» فعلى الجانب الفلسطينى تلقت حماس ضربة عسكرية ونفسية كبيرة بسبب حجم الخسائر فى المدنيين والعسكريين، وان ادعت أنها خرجت منتصرة فى هذه الحرب لاستمرار سيطرتها السياسية والأمنية على القطاع كما أن اتفاقية التهدئة التى يتوقع أن يتم التوصل إليها عبر الوساطة المصرية لمدة سنة أو سنة ونصف متفرض عليها عدم إطلاق آى صاروخ على اسرائيلوالا فان الرد الاسراتيلى معروف طبيعته، وهذا فى حد ذاته نجاح للردع الاسرائيلي وستحتاج حماس لوقت طويل وجهد كبير لاستعادة ثقة الشعب الفلسطينى فيها وجدارتها بأن تحكمه. أما الأخطر من كل ذللكفهو ما أصاب روح المقاومة من انكسار فى هذه الحرب حيث لن يستطيع أحد في غزة أن يتفوه بلفظ المقاومة ربما لسنوات طويلة قادمة بعد الثمن الذى دفعه شعب غزة دفاعا عن المقاومة ‏والتى لم تستطع أن تدافع عنه بل دافعت عن نفسها. أما على الجانب الإسرائيلى وان كانت إسرائيل فد استعادتهذ جزءا من مصداقية إستراتيجية الردع فإنها فشلت فى القضاء نهائيا على مواقع الصواريخ، كما فشلت كذلك فى منع التهريب عبر الأنفاق وفشلت


ثالثا في استعادة اسيرها جلعاد شاليط حتي الأن ,وسيكون ذلك في المستقبل بثمن غال . ولقد وصلت إسرائيل في حربها الجوية والبرية الي حدها الأقصي , خاصة أن (بنك الأهداف ) لهذه الحرب كان مجدودا منذ البداية ,وبعد تدميرها لم يعد هناك أهدافا أخري تستحق المقاتلات التعامل معها . وتحولت الحرب في أياهمها الاخيرة إلي حرب استنزاف للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي . لذلك ,كان الجنرال جابس أشكينازي صادقا مع نفسه عندما صرح في المؤتمر الصحفي يوم 13 يناير بأن حماس ما زالت تحافظ علي قدرات هجومية ودفاعية , ولا يجب الاستهتار بها رغم الضربات التي وجهت لها .


الأهداف الاستراتجية الاسرائيلية

وضعت اسرائيل لنفسها عدة اهداف إستراتجية من وراء عمليتها العسكرية في قطاع غزة ولاول مرة لم تعلن عن هدفها السياسي من وراء العملية , وقد تمثلت تلك الأهداف الاستراتجية في الأتي :


1 – إضعاف حركة حماس وليس إزالتها أو تغيرها , لأن إزالتها ليس في مصلحة إسرائيل لكون استمرار حماس في حكم قطاع غزة يكرس الانقسام الفليسطيني سياسيا وجغرافيا ,أما اضعافها فيأتي من خلال تحطيم بنيتها العسكرية وكسر انيابها ومخالبها , زافقادها التأييد الشعبي نتيجة ما تتسبب فيه من كوارث وخسائر للشعب الفلسطيني في غزة , وتلقينها درسا قاسيا يجعلها تفكر كثيرا قبل ان تستفز اسرائيل بعمليات مقاومة جادة .


2 – منع حماس من اطلاق الصواريخ ضد مدن وبلدات ومستعمرت جنوب اسرائيل , وذلك بتدمير أكبر قدر من مستودعات ومواقع اطلاق الصواريخ , خاصة شمال وشرق غزة .


3 – تدمير شبكة أنفاق التهريب المتواجدة في منطقة الحدود بين مصر وقطاع غزة , والتي من خلالها يحصل الغزاويون علي احتياجاتهم المعيشية , وبما يفسد علي اسرئيل خطتهافي حصار القطاع وإغلاق المعابر , خاصة فيما يتعلق بتهريب الأفراد والأسلحة الصغيرة والذخائر والمفرقعات .


4 – فرض نظام أمني اقليمي ودولي يعطي ضمانات لأسرائيل بمنع تهريب الأسلحة والصواريخ إلي حماس في قطاع غزة ويفضل أن يكون لك بإنشاء مناطق منزوعة السلاح شمال وجنوب اسرئيل , وبأشراف قوات دولية مثل التي فرضها قرار مجلس الامن 1701 في جنوب لبنان عقب حرب 2006 هناك , وتوقيع اتفاقيات ضمانات أمنية مع الادارة الامريكية لبوش قبل رحيلها , وهو ما تحقق فعلا .


5 – استمرار فرض السيطرة علي المعابر حول القطاع , وربط فتحها بالإفراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط الذي تحتجزه حماس وتوقيع اتفاقية تهدئة طويلة الأمد


6- استعادة مصداقية إستراتجية الردع التي خسرتها اسرائيل في حرب لبنان 2006 , وتبليغ رسائل إلي طهران ودمشق وحزب الله بأن ما سيشاهدونه في غزة من عمليات عسكرية برية وجوية من قبل القوات الأسرائلية قابل للتكرار ضدهم إذا ماتعرضت اسرائيل لهجماتصاروخية من جانبهم مستقبلا .



الاعتبارات التي حكمت الاستراتجية العسكرية الإسرائيلية :

بجانب الاهداف العسكرية التي وضعتها إسرائيل لتنفيذ عملياتها العسكرية في قطاع غزة , كانت هناك عدة اعتبارات سياسية وعسكرية حكمت سلوكها أثناء إدارة هذه العملية , وهي علي النحو التالي :


1 – الاعتماد بشكل رئيسي علي القوات الجوية في تحقيق القدر الاكبر من الاهداف العسكرية من العملية , والمتمثلة في تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس خاصة ما يتعلق منها بالصواريخ ارض / ارض ومستودعات الاسلحة والذخائر , والمنشأت والمراكز الأمنية والحكومية , ومراكز القيادة والسيطرة السياسية والعسكرية


2 – الاستفادة القصوي من شبكة العملاء الفلسطنين التابعين لأسرائيل , في تحديد أماكن الأهداف الحمساوية , خاصة القادة السياسين والعسكريين بقتلهم أو خطفهم ويقدر عدد هؤلاء العملاء بعدة ألاف كانوا يزرعون شرائح معدنية (بيكون ) في مكان الهدف وبما يوجه الصاروخ من الطائرة نحوه مباشرة , اضافة للرسائل الهاتفية الفورية التي كان يبلغها العملاء عن اماكن تواجد وتحركات قيادات حماس , وهو ما أدي الي مقتل عدد كبير من قيادات وعناصر الأمن في حفل تخرج معهد الشرطة في الهجمة الافتتاحية


للحرب , والتي شكلت مفاجأة لحماس لأنها وقعت يوم السبت المفترض انه اجازة عند اليهود , ثم كانت الضربة الثانية بمقتل القيادي نزار ريان في منزله ووسط اهله , تلي ذلك مقتل أمير منسي مسئول الصواريخ جراد في منطقة العطاطرة جنوب بيت لاهيا ثم كانت الضربة القاسمة في مقتل سعيد صيام وزير الداخلية ومعاونيه لحظة دخولة منزل شقيقة , الامر الذي يؤكد دقة النعلومات التي كانت متوافرة لدي جهاز الشاباك ورئيسه ديكسين , الذي قال إنه يعلم كل ثقب في قطاع غزة , كما يعلم تواجد رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية في ملجأ محصن أسفل مستشفي الشفاء , وعلم لحظة خروجة منه بعد الحرب , ولكن أولمرت لم يعط موافقته علي قتله لانه في نظر أولمرت بلا قيمة سياسية وينبغي أن يبقي ضعيفا في إطار حماس الضعيفة


3- التصور الاسرائيلي لاستراتجية الخروج من الحرب وعدم السماح لحماس بأن تدعي في نهاية الحرب انها حققت نصرا سياسيا كما فعل حزب الله عقب حرب لبنان عام 2006 , ومن ثم ينبغي أن يكون ظاهرا للرأي العام العالمي والاقليمي والداخلي في اسرائيل أن اسرائيل حققت في نهاية الحرب انجازات استراتجية لا جدال حولها وبما لا يسمح ببروز انتقادات داخل اسرائيل تؤدي الي تشكيل لجنة تحقيق اخري أشبه بلجن فينوجراد عقب حرب لبنان .










4 – وضع معادلة النتائج مقابل الثمن موضع الاعتبار بمعني ضرورة الاجابة علي السؤال المهم : ماهو الثمن في حده الاقصي الذي يمكن ان تتحمله اسرائيل خاصهة من حيث الخسائر البشرية مقابل مايمكن تحقيقه من نتائج في اطار اهدافها المعلنة ...


وقد كشفت الصحف الاسرائيلية أن وزير الدفاع باراك ورئاسة الاركان العامة أعلنوا مسبقا عن استعداد اسرائيل لتقبل خسائر بشرية تقدر ب 200 قتيل في مقابل تحقيق الاهداف الاستراتجية للعملية وقد نجحت اسرائيل بالفعل تقليص خسائرها البشرية للحد الادني .


5– يرتبط بهذا الاعتبار قدرة ورثة حكومة أولمرت في حزب كاديما (تسيبي ليفني ) والعمل (ايهود باراك ) علي تحمل خسائر العملية أمام الرأي العام الاسرائيلي وانعكاس ذلك علي الانتخابات القادمة (التي جرت في فبراير 2009 وشكل الليكود الحكومة الائتلاف الحاكم في نهاية ابريل ) في مواجه الليكود المتشدد الذي يرأه اليميني المتشدد بنيامين نتنياهو .






6- ان الضربات الجوية – رغم فاعليتها وقوتها – لن تكون بامكانها وحدها حسم الموقف عسكريا علي الارض , بدون أن ترافقها أو تتبعها عمليات هجوم برية تفرض واقعا جديدا علي الارض يساهم في تحقيق الاهداف الاستراتجية المعلنة خاصة وان بنك الاهداف المخصصة للقصف الجوي لا يحوي الكثير منها علي عكس الوضع في لبنان عام 2006 ولذلك لابد من عمليات هجوم بري تستكمل ما حققته الهجمات الجوية من انجازات وهنا تصطدم اسرائيل بمعادلة النتائج مقابل الثمن حيث تدرك القياداتالعسكرية خطورة القيام بعمليات هجومية داخل المدن والمناطق السكنية وقتال الشوارع التي يتحصن داخلها مقاتلوا حماس , وان هذا النوع من العمليات الهجومية يعتبر اصعب ما تواجهه الجيوش التقليدية في الحروب شأنها في ذلك عمليات القتال في الادغال مثل حرب فيتنام وعمليات الانزال الجوي والبحري وقد واجهت القوات الامريكية مصاعب كبيرة في قتالها داخل المدن العراقية وتكبدت معظم خسائرها البشرية في العمليات وهو بالضبط ما كانت تستهدفه حماس وهو توريط القوات البرية الاسرائيلية في قتال مدن وشوارع تتكبد فيها خسائربشرية جسيمة بواسطة الكمائن المعدة مسبقا والمنازل المفخخة وأطقم اصطياد الدبابات ساعية الي خطف أكبر عدد من الجنود الاسرائيلين للمقايضه عليهم بعد توقف القتال . لذلك بنت اسرائيل استراتجياتها العسكرية للقتلا داخل غزة علي تفويت هذا الهدف علي حماس وذلك بعدم التورط في قتال داخل مدن قطاع غزة ومخيماته .






7- قدرت القيادات السياسية والعسكرية في اسرائيل ان الزمن لايعمل في صالح اسرائيل وان عليها ان تحقق اهدافها الاستراتجية في اقل زمن ممكن ذلك لان مزيدا من الزمن الذي تستغرقه العمليات العسكرية يعني ضمنا وقوع المزيد من الخسائر المادية والبشرية , وقد تتورط اسرائيل في حرب استنزاف اشبه بالحرب المتورطه فيها الولايات المتحدة في افغانستان والعراق كما يعني مزيدا من الزمن مزيدا من الضغوط االسياسية والداخلية التي تتعرض لها اسرائيل لوقف القتال خاصة في ظل صدور قرار مجلس الامن بذلك وهو ما سعت الدول العربية للحصول عليه منذ بدء القتال ونجحت فيه كما ان استمرار القتال مع وصول الرئيس الامريكي باراك اوباما الي البيت الابيض وتوليه مسئولياته سيسبب له احراجا شديدا قد يدفعه لاتخاذ موقف مبكر غير مساند لاسرائيل والتي يهمها ان تسكبه الي جوارها عند معالجته لمشكلة الشرق الاوسط التي اعلن فور توليه اهتمامه بها هذا بالاضافة اليانه لن يكون متاحا باستمرار لاسرائيل مستقبلا ان تعبئ وتحشد احتياطيها مرة اخري لشن عمليه عسكرية كبيرة علي النحو الذي جري ومن ثم ينبغي ان تستغل العمليه لجني أكبر قدر من الثمار قبل ان تنتهي ولا يمكن تكرارها الا بعد بضع سنوات اذا ما تطلب الموقف خاصة وان اسرائيل تستعد لاي مواجهة محتملة مع ايران بسبب برنامجها النووي الذي كاد ان يصل الي نقطة اللا عودة في يوليو في امتلاك الكميه اللازمة من اليورانيوم المخصب لصناعة سلاح نووي ولا بد لها قبل ذلك من كسر ذراع ايران في غزة وهي حماس وردع الشريك الاستراتيجي لايران في سوريا وذراع ايران الممتده في لبنان حيث حزب الله .


8- لا ينبغي ان تسمح اسرائيل بان تصل نتيجه الحرب في نهايتها الي لا غالب ولا مغلوب وهو ما تسعي اليه حماس وتترجمه الي انتصار سياسي تفوز بموجبه باعتراف اقليمي ودولي بها كما لا ينبغي لاسرائيل ان تسمح لحماس باعادة يناء اقتصاد قوي في غزة لانه يشكل دعما لحكمها هناك ويمكنها من إعادة بناءها, بينما تحقق إسرائيل بمنعها مرور السلع التجارية عبر المعابر المغلقة وإبقاء 1.5 مليون فليسطيني في قطاع غزة تحت الحصار واليأس والإحباط وبما يشكل ضغطا داخليا علي حماس ويوصل في النهاية إلي تهدئة كاملة وطويلة .


9 – يجب علي إسرائيل أن تستغل الدعم السياسي والمعنوي الذي تحظي به من جانب الولايات المتحدة والدول الأوربية التي تشارك إسرائيل شعورها بأنها تتعرض لتهديدات أمنية من قبل صواريخ حماس تشكل مخاطر علي سكان جنوب إسرائيل , وأن يكون التفهم الدولي لموقف إسرائيل سبيلا لمنع إدانة أعماله العسكرية في قطاع غزة ,مهما كانت شراستها باعتبارها دفاعا عن النفس .


10 – وإذا انت إسرائيل قد حصلت علي الضوء الأخضر لعمليتها العسكرية مت الولايات المتحدة ,فإنها يجب أن تعجل بتحقيق أهدافها قبل أن تفقد أبرز حلقاءها –وهو الرئيس الامريكي جورجبوش – ولذلك عجلت بعمليتهاالعسكرية قبل مغادرته البيت الأبيض ب 24 يوما .


11 – ضرورة أن يشعر الرأي العام الداخلي في إسرائيل , وكذلك الرأي العام العربي والايراني – خاصة في الأراضي الفليسطينية ولبنان وسوريا – بالفراق الشديد بين ما وقع في حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2009 , وأن ايهود باراك وزير دفاع اسرائيل في عام 2009 يختلف تماما عن عامير بيرتس وزير دفاع إسرائيل في 2006 , وإذا كان حزب الله قد أحرز المبادرة في حرب لبنان في عام 2006 , فإن ذلك لن يتكرر بعد ذلك حيث ستحرز إسرائيل المبادرة دائما, ولن تسمح لأعدائها بمفاجئتها بعد ذلك , وان لاقوة صواريخ حماس ولا حزب الله وا سوريا ولا ايران يمكنها أن تكسر إرادة إسرائيل ولا تصميمها علي تعقب أعدائها داخل حصونهم ,كما أستفادت إسرائيل كثيرا من دروس حرب لبنان ,بل وايضا من دروس حرب أمريكا في أفغانستان والعراق وأنها لن تقع في الفخاخ التي وقعت فيها القوات الأمريكية في هذين البلدين ,كما لن تسمح إسرائيل لنفسها بأن تعيش بين إمارتين إسلاميتين إحداهما شيعية في جنوب لبنان يحكمها حزب الله في شمال إسرائيل , وأمارة أخري سنية في غزة تحكمها حما في جنوب إسرائيل , كما ترفض أيضا بناء قاعدة عسكرية متقدمة لايران في غزة علي نمط قاعدة إيران العسكرية المتقدمة في جنوب لبنان , لذلك اعتبر باراك بأن من يطالب أسرائيل بوقف التال قبل أن تحقق العملية العسكرية أهدافها , كمن يطالب الولايات المتحدة بإيقاف عملياتها لمطاردة أسامة بن لادن وغيره من زعماء القاعدة .


12 – راهنت إسرائيل في عملياتها ضد حماس علي تكريس الانقسام والتناحر الفليسطني , لذلك لم تخش الانسحاب من غزة بعد أن حققت أهدافها الاستراتجية في أضعاف حماس سياسيا وعسكريا , واضعة في الأعتبار مقولة شارون عندم قرر الانسحاب منفردا من قطاع غزة في عام 2005 ,وقامت مظاهرات المتشددين الإسرائيلين ضده , حينها قال "انتبهوا جيدا لما سأقوله , فبعد انسحابنا ولو بقرار من طرف واحد , سيحدث العديد من المواجهات بين مختلف الفصائل الفليسطينية والتي يعصف بين اجنحتها العديد من التناقضات والاختلاف في نظرة كل فصيل حيال اسلوب التعاطي مع إسرائيل , وتحديدا حركتي حماس وفتح ولا أستبعد تحول السجالات القائمة فيما بينهم الي اشتباكات دموية , والعديد من عمليات التصفية الجسدية في صراع مرير علي تولي السلطة . وعندها سيتأكد للعالم وبصورة خاصة الولايات المتحدة أن الفلسطينين لا يستحقون التمتع بالحكم الذاتي , وبالتالي الدولة الفليسطينية من حيث عدم قدرتهم علي حكم أنفسهم " وختم بالقول : " لا تحزنوا علي اسحابنا من غزة وستدركون فيما بعد جدوي وصوابيه قراري " . ولقد صدقت للأسف نبوءة شارون وكأنه يقرأ في كتاب , ولقد شاهدنا ذروة الاقتتال الفليسطيني – الفليسطيني بين حماس وفتح عندما قامت بانقلابها العسكري ضد السلطة الفليسطينية وقتلت كوادر فتح وذبحتهم بدم بارد والقت بهم أحياء من أعلي الابراج والمباني , وزجت بالاف منهم في السجون حتي اليوم , ولا يزال التناحر الفليسطيني قائما سواء غزو أرائيل لغزة أو بعد انسحاب قواتها من هناك , وحيث يجري تبادل الاتهامات بينهما التي تراوحت بين المتاجرة بدماء الشعب الفليسطيني والرغبة في سرقة أموال اعادة الاعمار في غزة .



13 – كما راهنت إسرائيل أيضا علي أن عملياتها العسكرية ضد غزة لن تحقق فقط تكريس الانقسام العربي بين دول ممانعة تقودها سوريا وقطر ودول عربية أخري معتدلة علي رأسها مصر والسعودية والاردن , وبين الفربقين تتوزع باقي الدول العربية , وهو ما سيؤدي الي اضعاف الموقف العربي بشكل عام امام الرأي العام العالمي , وبالتالي أخذ المواقف العربية – سواء من جانب هذا الفريق او ذاك – موقف الجدية والتأثير علي مستقبل مشكلة الشرق الأوسط , وبما يعني ضمنا إسقاط المبادرة العربية القائمة علي الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة مقابل الاعتراف بها والتعامل معها وبالتالي يفرض التصور الاسرائيلي – الامريكي لحل المشكلة والقائم علي نبذ فكرة دولتين اسرائيلية وفليسطينية متجاورتين , بل اعادة مقترح وضع غزة في تبعية مصر ووضع الضفة الغربية في تبعية الاردن بما يترتب عليه تصفية القضية الفليسطينية نهائيا , وقد نجحت اسرائيل الي حد ما في تكريس الانقسام العربي الذي كانت تسعي اليه ,وهو ما يتمثل في دعوة قطر الي قمة عربية استثنائية في ذات الوقت الذي كانت فيه قمة الكويت الاقتصادية علي مسافة ايام من قمة قطر الي جانب الحرب الاعلامية الشرسة التي فتحتها دول الممانعة وايران ضد مصر باعتبارها مسئولة عن اغلاق معبر رفح وبعد ان اعتبرت دول الممانعة ان هذا المعبر هو محور الازمة وان الحرب الاسرائيلية علي غزة ستتوقف بمجرد فتح هذا المعبر .


وقد أستبقت القيادتان السياسية والعسكرية في اسرائيل تنفيذ عمليتها في قطاع غزة , بحرب نفسية استخدمت فيها علي نطاق واسع وسائلها الدعائية والاعلامية علي المستويات الثلاث المحلية والاقليمية والدولية , أظهرت فيها حماس كقوة عظمي تساوي في قدراتها قوة حزب الله وفي نفس خطورته علي امن اسرائيل كما تعمدت في حملتها النفسية ان تضخم من مخاطر صواريخ حماس وتبالغ في اعداد ما اطلق منها وفي تأثيرها , وأنها تحظي بدعم مستمر من ايران وسوريا وحزب الله , بالاضافة الي تحذير من خطر ان تتحول غزة الي امارة اسلامية تدور في فلك ايران , وبما يجعل اسرائيل محصورة بين امارة حزب الله الشيعية في الشمال , وامارة حماس السنية في الجنوب . وعلي مدار أشهر طويلة سبقت الحرب علي غزة , قارن عسكريون وسياسيون إسرائليون وضعية غزة بجنوب لبنان , سواء في الفترة الممتدة بين الانسحاب الاسرائيلي في عام 2000 من جنوب لبنان وحتي حرب يوليو 2006 , ثم الفترة بين التي تلت قرار مجلس الامن الدولي 1701 , وقد حاولت القيادات الاسرائيلية اقناع الاسرائليين بانه في حالة تقرر محاربة حماس فإن المعارك ستكون صعبة وخطيرة , وان الجيش الاسرائيلي – خاصة وحدات الاحتياط – يستعد لمثل هذه المواجهات ويتدرب عليها علي مدرا السنه , مستخلصا في ذلك العبر من حرب لبنان الثانية , وبذلك ترسخت في اذهان الاسرائيلين فكرة الدخول الي غزة كمن في انتظاره كارثة , كما ترسخت أيضا في أذهان الرأي العام الغربي - الولايات المتحدة واوربا- والحكومات الغربية ,خطورة السماح لحما بالاستمرار في قصف مدن وبلدات جنوب اسرائيل بالصواريخ , وبذلك اعطت الدول الغربية لاسرائيل مشروعية شن حرب ضد حماس , باعتبار ذلك عملا دفاعيا من جانب اسرائيل , وفي اطار الحرب النفسية أجرت الاستخبارت الاسرائيلية أكثر من 100الف اتصال تليفوني خلال عشرة دقائق قبل بدء الغارات الجوية مع ابناء غزة قبل بدء الغارات الجوية مع ابناء غزة تحضهم علي التعاون مع القوات الاسرائيلية .


جوهر الاستراتجية الاسرائيلية ومراحلها :

بنيت الاستراتجية الاسرائيلية في هذه الحرب علي اساس نظرية امنية خاصة تعرف ب "الردع المتراكم " والذي يتحقق اذا انتصرت اسرائيل في كل جولة (معركة )علي أعداءها بصورة لا تقبل التأويل , وهو ما يفسر ميدانيا بالحسم العسكري , ذلك أن من شأن الحسم في كل جولة قتالية بين اسرائيل وجيرانها يتحول تراكمه الي ردع يشكل في المفهوم الامتي الاسرائيلي جدارا حديديا حول اسؤائيل يمنع جيرانها من الاعتداء عليها .


لذلك , وضعت خطة العملية العسكرية ضد حماس في غزة بأسلوب الخطة المتدحرجة أو المتدرجة بمعني أنها تتكون من مراحل يتوقف شكل مل مرحلة تالية علي ما يتحقق في المرحلة اين تسبقها من انجازات , وقد اشتملت علي ثلاث مراحل رئيسية علي النحو التالي :



المرحلة الاولي : القصف الجوي ضد أهداف البنية الأساسية السياسية والعسكرية لحركة حما وتدمير الجسور والطرق الطويلة والعريضة لمنع التواصل بين أجزاء القطاع وبما يؤدي الي وقوع خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات وتدمير البنية الاساسية وارباك قيادات وكوادر حركة حماس والمنظمات الفليسطينية الاخري وتشتيت جهودهم , بعد مفاجأتهم بالحجم الضخم من الهجمات الجوية غير المتوقع وبما أدي الي تدميرشبه كامل في كل ما هو في القطاع ,كما استهدف القصف الجوي عائلات غزاوية بأكملها وابادة كاملة لعائلات ناشطه في المقاومة , ولم تستثني مجال العزاؤ , ومخيمات اللاجئين في جباليا والنصيرات والشاطئ ورفح وخان يونس ودير البلح والجامعة الاسلامية , وقبل تنفيذ المرحلة الثانية , أعلن رئيس الاركان الاسرائيلي أنه تم تنفيذ 2310 غارة جوية ضد 1114 هف دمرت خلالها 25 مبني تابع لسلطة حماس , وكانت الضربة الجوية الافتتاحية يوم 27/12/2008 بواسطة 50 مقاتلة اف 16 خلال 3 دقائق في الموجة الأولي , ثم بواسطة 60 مقاتلة بعد حوالي 30 دقيقة في الموجة الثانية , ثم استمر القصف الجوي يعد ذك وحتي بدء المرحلة الثانية بمعدل 130-140 طلعة يوميا وقد استمرت هذه المرحلة 7 أيام من يوم 27/12 /2008 الي 2/1/2009 , وكان تقويم قيادة الجيش الاسرائيلي لهذه المرحلة ناجحة جدا , حيث قتل حسب تقدير الاستخبارات الاسرائيلية 200 عنصر مقاتل من حماس واضطرت قياداتها السياسية والعكرية الي الاختباء تحت الارض وانقطعت الصلة بقواعدهم وغابوا تماما عن الشارع الغزاوي , مما ادي الي انهيار الروح المعنوية لدي جماهير الشعب في غزة وتحميل قادة حماس مسئولية ما حاق بهم من قتل ودمار وضياع وجوع وجروح وقد اقترن بهذه المرحلة تعبئة الاحتياط وحشد القوات البرية اللازمة للهجوم البري , وشملت اللواء 35 مظلات لواء النخبة (جولاني) ميكانيكي ولواء النخبة (جفعاتي ) ميكانيكي , اللواء 6643 ميكانيكي واللواء 7643 ميكانيكي في النسق الاول للعملية وبأجالي 5 لواءات .


اما النسق القاني فقد تكون من اللواء 7 المدرع واللواء 401 مدرع عدا كتيبة بأجمالي عام 7 اواءات عدا كتيبة مدرعة بالضافة الي قوات خاصة تابعة لرئاسة الاركان وذلك تحت قيادة الفرقة 643 دفاع اقليمي في منطقة (رعييم ) شمال كرم أبو سالم . وبذلك تم حشد حوالي 40 الف جندي مسلحين ب 200 دبابة و80 مدفع وارجمه صواريخ تم نشرهم شرق وشمال قطاع عزة وعلي محاور المعابر الرئيسية (معبر ايريز شمال بيت لاهيا , ومعبر ناحال عوز شرق مخيم جباليا ومعبر المنطار شرق مدينة غزة ومعبر كيسوفيم شرق دير البلح ومعبر كرم أبو شالم شرق رفح ) بالاضافة لحشد عدد من الفرطاقات في البحر المتوط غرب مخيم الشاطئ , هذا بالاضافة لتخصيص ثلاثة اسراب مقاتلة اف 16 وحوالي 100 طائرة بدون طيار (searcher) و20 مروحية اباتشي . وقد تم تسليح المقاتلات الاف 16 بقنابل وصواريخ ذكية موجهة ذاتيا وقادرة علي اختراق التحصينات تحت الأرض حتي عمق 20 مترا تحت الأرض من طراز (GBU-35 ) ,وقنابل الفسفور الأبيض واقنابل العنقودية .













أما مروحيات الباتشي فهي مسلحة بالصواريخ (HELL FIRE ) وكذلك الالطائرات بدون طيار كما أستخدمت المدفعية عيار 155 مم مقذوفات الفسفور الأبيض وخلال المرحلة الأولي تم نشر العملاء لتجميع المعلومات عن أماكن القيادات السياسية والعسركية البارزة في حماس وتتبع حركاتهم وكذلك مواقع الصواريخ وقطع التصالات الهاتفية والاليكترونية بين قيادات وكوادر حماس والقايم بعمليات انزال لقوات خاصة قرب اهداف ذات اهمية خاصة قبل شن الهجمات البرية , وتدمير محطات الارسال الفضائية والاذاعيية لحماس (الاقصي وصوت الاقصي )


حيث كانت تخترقهما اسرائيل وتبث مواد دعائية ضد حما وتوجيه اتهامات لقادتها وحث السكان علي عدم التعاون معها والتبليغ عن اماك قادة ونشطاء حماس عبر هواتف اذاعت ارقامها ناهيك عن المنشورات التي اسقطتها الطائرات وتحمل نفس المعني .






المرحلة الثانية : وقد أستهدفت توسيع رقع العمليات العسكرية , وتشمل الاجتياح البري المحدود والمسنود من السلاح الجوي ونيران المدفعية عبر خمس محاور كل محور بقوة لواء ميكانيكي أو مدعم تبقه عمليات ابرار تكتيكي بقوات خاصةأو مظلية في تقاطعات الطرق الرئيسية .


وقد استهدفت تقطيع أوصال قطاع غزة الي ثلاثة قطاعان منفصلة عرضيا , وبما يحرم قوات حماس من حرية الحركة والمناورة والانتقال وتقديم الدعم الوجيستي للمناطق التي تم عزلها . هذا بالاضافة لاحتلال المناطق ذات الاهمية الخاصة حول مدن القطاع , مثل التلال والابراج العالية والعماران في ضواحي المدن ومداخلها , وقد شمل ذلك جبل الكاشف شرق مخيم جباليا وحي الشجاعية وجبل الريس وحي التفاح وحي الزيتون وقرية المغارقة وشرق مدينة غزة وجنوبها وتل الهوي غرب غزة وحي الزهراء والشيخ عجلين شرق مخيم النصيرات وممر فيلاديلفي شرق رفح وقد دارت معارك واشتباكات واسعة في جميع المناطق حتي تم للقوات الاسرائيلية السيطرة عليها وقد تركز المجهود الرئيسي في هذه المرحلة في المنطقة شمال مدينة غزة حيث تم محاصرة بيت لاهيا وبيت حانون وتدمير المنازل وطرد السكان وتجريف الاراضي بهدف تطهير المنطقة حولهما من مواقع الصواريخ التي كانت تقصف مدن أشدود وعسقلان وهي بعمق 7 كم وعرض 6 كم كما حولت القوات الاسرائيلية مستعمرة نتساريم القديمة شمال مخيم النصيرات الي منطقة تمركز الدبابات( 150 دبابة ) بعد أن طردت سكانها الفليسطينين منها واتخت منها قاعدة لانطلاق المدرعات شمالا في اتجاه بيت لاهيا وجنوبا في اتجاه مخيم النصيرات ودير البلح وشرقا في اتجاه مدينة غزة وخلال هذه المرحلة سعت القوات الاسرائيلية الياستدراج قوات حماس لخروج من تحصيناتهم وذلك بالقتراب من الاماكن التي يختبئون فيها واتفزازهم للخروج لمقاتلتهم ثم مطاردتهم خارج المباني بواسطة المروحيات والدبابات التي كانت تصطادهم فيما عرف ب (صيد الاغبياء ) ودون التورط في قتال داخلها مع تجنب الدخول في المباني المفخخة ومع الاستيلاؤ علي اي مبني أو تل او حي يتم تطهيره فورا من سكانه وتفتيشه من العبوات المتفجرة واحتلاله ثم استمرار الضغط بالنيران علي المباني المجاورة له , والانطلاق نحوها بنفس اسلوب الاقتراب البطئ والحذر لمهاجمة استحكامات حماس وانزال ضربات متتالية بهم مع استخدام المروحيات الاباتشي لقصف المباني التي يتحصن بها مقاتلو حماس حتي يتم تدميرها بالكامل قبل اقتحامها وذلك باقل قدر من الخسائر في القوات الاسرائيلية هذا مع تعزيز الوجود الاسرائيلي عقب كل نجاح تكتيكي يتحقق في منطقة ما وتأمين ممرات لتزويد القوات الاسرائلية باحتياجاتها من امدادات لوجيستية , وقد ترافق مع هذه المرحلة , بل سبقها تنفيذ تمهيد نيراني بالطيران والمدفعية واستهدف تحقيق نسبة اسكات تصل الي 200% (بمعني خسائر بشرية ومادية فعلية 50 % ) في المواقع التي تحتلها حماس وذلك في اتجاهات هجوم المحاور الرئيسية للقوات البرية الاسرائيلية وقد استخدمت في التمهيد النيراني قنابل الاعماق (GBU-39 ), والقنابل الارتجاجية وقنابل بزنه 1000, 2000 رطل , وقنابل الفسفور الأبيض والقنابل الحرارية (دايم ) , وايضابهدف تدمير حقول الالغام التي زرعتها حماس علي طريق التحرك وفتح ثغرات واسعة فيها بسرعة كما شملت هذه المرحلة تنفيذ عمليات خداعية من قبل القوات الاسرائيلية – مثل اغارات بواسطة الضفادع البشرية ضد اهداف ساحلية علي شاطئ غزة – بهدف تشتيت جهود عناصر حماس , الي جانب استخدام الكلاب في تفتيش المباني والمنازل قبل اقتحامها , حيث يتم تثبيت كاميرا علي أحد ساقي الكلب تنقل صورة الادورا والغرف التي يصعد عليها وعلي الساق الاخري مثبت جهاز اتصال ينقل صورة ماهو موجود داخل المبني حيث يتحول الكلب الي قائد الوحدة المكلفة بمهاجمة المبني او المنزل , وفي ضوء المعلومات يتم التعامل مع المبني ومن فيه اما بقصفه بالمروحيات الاباتشي أو الدبابات أو باحتلاله اذا كان خاليا بواسطة المشاه ولكن لم يكن مسموحا للقوات الاسرائلية باقتحام او احتلال مبني دون تفتيشه والتأكد من خلوه من عناصر المقاومة , وكانت وزارة الدفاع الاسرائيلية قد تمكنت في احدي عمليات التفتيش من الحصول علي خريطة تم اعدادها بواسطة قيادات حماس العسكرية تتضمن رسما لميدان القتال في منطقة بعينها في شمال غزة والاماكن التي سيتم زرع المتفجرات والمنازل التي سيتم تفخيخها داخل مناطق الكثافة السكانية الي جانب اخفاء الذخائر والمقاتلين في المساجد والمستشفيات والمنازل , لذلك اصدرت قيادة الجيش الاسرائيلي تعليماتها الي وحداتها الجوية والبرية و القائمة بالهجوم في قطاع غزة بأنه لامحرمات ولا خطوط حمراء في قصف وضرب الاهداف المدنية , بما في ذلك المساجد والمستشفيات والمدار بل وايضا مقار المؤسسات التابعة للامم المتحدة – مثل الاونروا للاغاثة التي قصف الطائرات مستودعاتها بعد أن لجأ المدنيون لها هروبا من الغارات الجوية علي منازلهم – كما اعتمدت القيادة الاسرائيلية اسلوب العمليات الجراحية بتكليف القوات الخاصة بقتل وخطف شخصيات معينه من فصائل المقاومة وتدمير أهداف ذات أهمية خاصة لم تنجح الهجمات الجوية في تدميرها .













وقد بدأت هذه المرحلة يوم 3/1/2009 واستمرت حتي يوم 10/1/2009 وتم ادارتها من خلال ثلاث مراحل فرعية :



1 – المرحلة الفرعية الاولي : استهدفت عبور المناطق الدفاعية لعناصر حماس , وإعادة الانتشار داخل قطاع غزة بعمق 2-3 كم علي امتداد حدود القطاع .



2 – المرحلة الفرعية الثانية : استهدفت السيطرة علي الهيئات الحيوية المشرفة علي المدن الرئيسية وتقسيم القطاع ومحاصرة المدن الرئيسية , مع فتح محاور الامداد الطبي والاداري .

3 – المرحلة الفرعية الثالثة : الاعداد لمهاجمة المدن الرئيسية وتمشيطها والقضاء علي مراكز المقاومة بها , واعتقال أو اغتيال القيادات الفليسطينية الرئيسية .


وخلال هذه المرحلة تم تقسيم قطاع غزة الي ثلاث اتجاهات رئيسية علي النحو التالي :


1 – الاتجاه الشمالي : من معبر (إيريز ) بواسطة اللواء جولاني الميكانيكي , مدعم بكتيبة دبابات من اللواء 7 مدرع بمهمة حصار غزة , وبيت حانون وبيت لاهيا , وتطهير المنطقة من شمال غزة حتي الحدود مع اسرائيل من مواقع الصواريخ , ومن معبر نحال عوز , بواسطة اللواء 7643 الميكانيكي ,مدعم بكتيبة دبابات من اللواء 401 مدرع بالاضافة لكتيبة مظلات من اللواء 35 مظلي , وذلك تحت سيطرة مركز قيادة ميداني متقدم في الزيتونة , وتشكلت في منطقة نتساريم قوة مدرعات احتياطية ومنطقة ادارية .






2 – الاتجاه الاوسط من معبر (كارني ) في اتجاه نتساريم , ومعبر (كيسوفيم ) في اتجاه دير البلح , بواسطة اللواء جفعاتي الميكانيكي , كتيبة دبابات لواء 401 مدرع , وذلك بمهمة حصار والسيطرة علي المدن والمخيمات في وسط القطاع وهي دير البلح , البريج , النصيرات , وذلك تحت سيطرة مركز ميداني متقدم في منطقة كيسوفيم .






3 – الاتجاه الجنوبي : وتم التحرك من خلال محورين : الاول في اتجاه عبسان / خان يونس بقوة مجموعة قتال من اللواء جعفاتي , والمحور الثاني – في اتجاه رفح /محور فيلاديلفيا بقوة اللواء 6643 ميكانيكي مدعم بسرية مظلات , وسرية دبابات , وذلك تحت سيطرة من مركز ميداني في كرم أبو سالم .


وتم تدعيم كل اتجاه بسرية مهندسين عسكريين وكتيبة مدفعية وسط 155 مم ذاتية الحركة .


القيادة والسيطرة علي جميع القوات من مراكز قيادة المنطقة الجنوبية في بئر سبع , والتي دفعت بمركز قيادة متقدم في منطقة رعييم شمال كرم أبو سالم .






المرحلة الثالثة : وقد بدأت في يوم 11/1/2009 وانتهت مع توقف اطلاق النار يوم 17/1/2009 بعد أن أبلغ رئيس الاركان الجنرال جاب اشكينازي وزير الدفاع ورئيس الوزراء أن المرحلة الثانية حققت اهدافها , وانه يطلب منه تحديد الاهداف الاستراتجية للمرحلة الثالثة ليمكن ترجمتها الي مهام قتالية للقوات .


وقد شملت استمرار توسيع الثغرات في تسعة اتجاهات (إيلي سيناي , بيت لاهيا , بيت حانون , نحال عوز, كارني , كيسوفيم , عبسان صوفا , الشوكة ) مع فصل شمال القطاع تماما عن وسطه , واحتلال شريط امني جنوب القطاع , ومحاولة السيطرة علي جنوب خان يونس من جميع الاتجاهات حيث تقدمت القوات المدرعة الاسرائيلية التي تشك النسق الثاني للعملية (اللواء 7 مدرع , اللواء 401 مدرع ) مع لواءات النسق الاول وبالتعاون مع القوات الخاصة وتحت ستار نيران المدفعية والمعاونة الجوية في مداخل المدن الرئيسية (غزة , دير البلح , خان يونس , رفح)


وقامت بهدم المنازل في أحياء الضواحي وشق طرق فوق أنقاضها بعيدا عن الطرق و الشوارع المعروفة تجنبا للكمائن والافخاخ المتفجة المجهزة ضد القوات البرية الاسرائيلية في هذه الطرق والشوارع وعلي أجنابها , واستكمال وإحكام الحصار حول المدن الرئيسية والمخيمات ( بيت حانون , بيت لاهيا , مخيم جباليا , حي الشجاعية , حي الزيتون , مخيم البريج , مخيم المغازي , قرية المغارفة , تل الهوي والشيخ عجلين , دير البلح , ومخيم ديرالبلح , خان يونس و ومخيم خان يونس , ورفح ومخيم رفح ) وعزل هذه المدن والمخيمات عن بعضها تماما , وتحويلها الي معازل (أشبة بنظام معازل السود في جنوب أفريقيا إبان الحكم العنصري هناك ) مع استرار الضغط علي السكان لحشرهم في وسط المدن والمخيمات , وترك ممرات مسيطر عليهالادخال مواد الاغاثة , وبذلك تم تحويل المناطق المقتوحة بين المدن والمخيمات الي مناطق قتال لكل من يتحرك فيها من أبناء قطاع غزة , سواء كانوا من مقاتلي حماس أو من المدنين , حيث كان مقاتلوا حماس يرتدون الملابس المدنية , هذا الي جانب استكمال اعمال تدمير البنية الاساسية لحركة حماس مع بروز معلومات جديدة حول أنشطة لها فيها , ولذلك تكرر ضرب بعض الاهداف أكثر من مرة وقد تلاحظ هذه المرحلة الحرص الشديد من جانب القوات الاسرائيلية علي عدم اقتحام المنازل من مداخلها ولا الغرف ولا الشقق من ابوابها خوفا من الكمائن والافخاخ المتفجرة , لذلك كانوا ينسفون الجدران والحوائط للتحرك عبرها بعيدا عن الابواب والمداخل , وخلال هذه المرحلة قامت القوات البحرية بعملية انزال بحري يوم 13/1/2009 للمشاركة في حصار غزة , الي جانب مهامها المستمرة في احكام الحصار البحري علي سواحل القطاع كلها , وقصف الاهداف الساحلية









سمات عامة للهجوم الاسرائيلي:

اتسمت الهجمات البرية الاسرائيلية بأسلوب العمليات الجراحية والتي تبدا بقصف المنطقة الهدف المراد احتلالها , وذلك بالمقاتلات ومروحيات الاباتشي , ثم دفع المروحيات الاقتحامية الحاملة للقوات الخاصة لانزالها بالقرب من الهدف ومهاجمته من أكثر من جهة لتشتيت جهود المددافعين عنه , ثم دفع القوات المدرعة فيما لايزيد عن 40-60- دقيقة للحاق بالقوات الخاصة ومساعدتها في معركتها للسيطرة علي الهدف واستكمال احتلاله هذا مع قطع الاتصالات الالكترونية بين فصائل حماس , واصطياد قيادات حما العسكرية والمدنية فور خروجهم من تحصيناتهم والتبليغ عنهم بواسطة العملاء .


كما حرصت القيادة العسكرية الاسرائيلية في ادارتها للعملية الهجومية ذات المراحل المتدرجة , علي عدم التسرع في الانتقال من مرحلة الي المرحلة التالية قبل ان تحقق المرحلة السابقة اهدافها , وحتي لا يتم احياء خلايا فليسطينية نائمة داخل الاراضي المحتلة في اسرائيل ذاتها (عرب 48 ) نتيجة استفزازها , وفي ذات الوقت الحرص علي علي عدم التلكؤ في تتابع ضرب حماس حتي لا ترفع رأسها من جديد , وحتي لا تخرج إسرائيل من هذه الحرب كما خرجت من لبنان 2006 بلا مكاسب سياسية ولا استراتجية لذلك لم تعلن حكومة اولمرت عن الهدف السياسي لعملياتها العسكرية حتي لا يحاسبها الشعب الاسرائيلي بعد الحرب عن مدي انحيازها لهذا الهدف , بل ححدت فقط أهدافها الاستراتجية .


وقد سبقت العملية العسكرية الاسرائيلية عملية خداع سياسي ناجحة , تمثلت في اعلان رئيس الحكومة اولمرت انه سيعقد اجتماع لرئاسة الوزراء يوم الاحد 4 يناير (بعد أن بدأت العمليات العسكرية بيوم ) للبحث في اطلاق عملية عسكرية وهل تكون شاملة ام محدودة , في حين أن العملية بدأت يوم السبت 3 يناير وهو يوم أجازة عند اليهود لم تتوقع حماس شن إسرائيل عملية عسكرية خلاله , كما ساهم وزير الدفاع باراك في خطة الخداع بإتاحته يوم الجمعة 2 يناير دخول عشرات الشاحنات عبر المعابر الي مدن القطاع الامر الذي استبعدت معه حماس وقوع الحرب في اليوم التالي مباشرة .


أما علي المستوي التكتيكي , فقد لجأت حماس الي اتخدام الدمي المفخخة في شكل مقاومييت لجذب نيران الاسرائلين في حي الزيتون لتحديد أماكنهم وشغلهم بعيدا عن عناصر المقاومة , فضلا عن استخدام هذه الدمي لتفجير المباني بعد اقتحامها بواسطة الاسرائليين .


كما ارتدي المقاومون ملاب الجنود الاسرائلين للتوغل داخل وحداتهم والقيام بعمليات تخريبية وانتحارية , هذا الي جانب منع الدنيين من مغادرة منازلهم ودعوتهم للوقوف علي أسطح المنازل لمنع الطائرات الاسرائيلية من اطلاق صواريخها علي المنازل . كما كانت عناصر حما تضع العبوات المفخخة أسفل منضات الصواريخ في المناطق المفتوحة وفوق اسطح المنازل لتفجيرها في حالة رفعها . وفي مواجهة الاساليب الخداعية من جانب حماس كانت القوات الاسرائيلية تطلق نيران دباباتها ومدفعيتها المباشرة عن بعد ضد كل من تشك أنه من عنصر المقاومة , سواء كان حقيقي أو هيكلي كما كانت في اقتحامها للمنازل لاتستخدم الابوابولكن تنسف الحوائط وتصنع فجوات تدخل منها وللتعامل مع المدنيين المتواجدين علي أسطح المباني , كانت الطائرات الاسرائيليةتطلق اولا صواريخ صامته لا تنفجر فيسارع المدنيين للنزول من اسطح المنازل ومغادرتها ثم تقوم الطائرات بعد ذلك بقصف المنزل وهو تكتيك اطلق عليه الاسرائليون مصطلح (طرقة علي السقف ) .


وخلال هذه المرحلة أجرت القوات الاسرائلية التي تحاصر غزة يوم 12 يناير بروفة لاقتحام مدينة غزة وذلك بعد أن أعلنت اسرائيل عن تعبئة ثلاث من لواءاتها الاحتياطي دفعت بهم الي قطاع غزة وفي اطار هذه البروفة التي استهدفت حشر سكان غزة في وسطها , بعد تطهير محيطها منهم ومن عناصر المقاومة , حيث تمت مهاجمه المدينة من ثالث اتجاهات هي : الجبهة الشمالية من محور التوأم ومن غرب المدينة عبر حي الشيخ عجلين ثم من حي التفاح في شرق المدينة وأيضا من منطقة عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا حيث دارت اشتباكات عنيفة علي جميع المحاور قبل ان تنسحب منها قوات الاحتلال مع شروق شمس اليوم التالي . وكانت الطائرات الاسرائيلية قد ألقت ألاف المنشورات التي تحض سكان غزة علي ترك اطراف المدينة الي وسطها وكان من أهم أهداف البروفة أن تكشف فصائل المقاومة عن أماكنها عندما تحاول اعادة توزيع نفسها عبر ثلاث محاور هجوم القوات الاسرائيلية 






حجم وأنواع قوات المقاومة الفليسطينية في قطاع غزة :

شاركت في اعمال المقاومة الفليسطينية داخل قطاع غزة الفصائل التالية :


1 - كتائب عز الدين القسام ( الجناح العسكري لحركة حماس ) : تتكون من 6 لواءات بكل منها 1800 فرد , ويتكون اللواء من 4-5 كتائب في كل منها 360 فرد وتتكون الكتيبة من 4-5 سرايا في كل منها 72 فرد , وتتكون السرية من ثلاث فصائب في كل منها 24 فرد وتتكون الفصيلة من ثلاثة جماعات كل جماعة 8 افراد باجمالي عام حوالي 11000 مقاتل .






2 – سرايا القدس (الجناح العسكري حركة الجهاد الاسلامي ) : حوالي 3000 مقاتل






3 - شهداء الاقصي (الجناح العسكري لحركة فتح ) : حوالي 2000 مقاتل .


4 - هذا بالاضافة الي 6000 مقاتل من القوة التنفيذية (الشرطة ) , وحوالي 500 فرد من الجبهة الشعبية لتحرير فليسطين , وايضا 500 فرد من لجان المقاومة الشعبية وأولية الناصر صلاح الدين – الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية 1000 مقاتل , ومجموعة ايمن جودة التابعة لكتائب شهداء الاقصي , وكتائب ابو علي مصطفي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فليسطين وكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية والمجموعات الثلاث الاخيرة قوام كل منها بضع مئات


اجمالي حجم قوات المقاومة في قطاع غزة يقدر ب 23000 مقاتل






- التسليح : أسلحة خفيفة الي متوسطة أبرزها الصواريخ المضادة للدبابات (ار بي جي – 7) مداه حوالي 300 متر , ساجر موجه بالسلك مدي 3 كم , ب- 29 ذو الرأس تاندم ذات الحشوة المزدوجة 600 متر ) , رشاشات متوسطة كلاشينكوف وخفيفة و قنابل يدوية , ألغام مضادة للدبابات ومضادة للافراد , عبوات متفجرة , وعدد محدود من الرشاشات المضادة للطائرات 12.7 مم , 14.5 مم حصلت عليها حماس من فتح قبل أن تترك قطاع عزة (نجحت في إصابة مروحية اسرائيلية ) , هاونات 82 مم , 120 مم , مركبات جيب ونصف نقل , اجهزة اتصال متقدمة بعضها عبر الاقمار الصناعية .


- الصواريخ ارض / ارض : حوالي 3000 صاروخ كاتيوشاوالقسام اعيرة 90 مم , 175 مم وحتي مدي 18 كم أما الصواريخ جراد عيار 122 مم ذوي مدي 40 كم فيعتقد بحصول حماس علي 100 – 200 صاروخ من هذا النوع من مخازن فتح وكان معدل الاطلاق في بداية العملية من 30 – 40 صاروخ انخفضت الي 5- 10 صاروخ في الايام الاخيرة وقد أستهدفت مناطق : بئر سبع (40 كم ) , نتيفوت (12 كم ) , أشكلون (12 كم ), سديروت ( 3كم ) , شعر هنجيف ( 4كم ) , نحال عوز (3كم ) كيسوفيم (3كم ) , أشكول (5كم ) , اوفاكيم (18 كم ) , كريات جات (16كم) , زكيم (2كم ), أشدود (26 كم ) .






_ استشهاديين : حوالي 200 فرد داخل اسرائيل شكلون خلايا نائمة مستعدين لتنفيذ مهام انتحارية داخل المدن الاسرائيلية الرئيسية بأوامر من حماس .


- القوات الخاصة الاسرائيلية :

شاركت عناصر من وحدة استطلاع رئاسة الاركان (سيريت ماتكال )ومجموعة الضفادع البشرية التابعة للقوات البحرية (تم انزالها بالقرب من مخيم الشاطئ ومنطقة السودانية واشتبطت مع عناصر القسام ) ,واكتيبة شاكيد التابعة للواء جفعاتي والكتيبة ايجوز التابعة للواء جولاني


- الطائرات بدون طيار :

وقد توسعت القوات الاسرائلية في استخدام الطائرات بدون طيار التي كان يسيطر عليها سلاح الجو من قاعدة في محيط مدينة سديروت (شرق بيت حانون وشمال شرق غزة ) حيث تواجد طاقم تحكم وقيادة وسيطرة للاستفادة من هذه الطائرات التي كانت تحلق فوق المنطقة شمال وشمال شرق غزة علي مدار الساعة في كشف مواقع الصواريخ لحظة ظهورها , ثم تدميرها بالصواريخ المحملة علي هذه الطائرات كذلك اصطياد كوادر بعينها في حركات المقاومة بمجرد ظهور صورتها علي شاشة اليلازما الضخمة المتواجدة في قاعدة التحكم وطبقا لتعليمات رئيس الاركان تمتخصيص طائرة بدون طيار لكل كتيبة مشاه أو مدرعة لتكون في المعاونة المباشرة لها .






*أسلحة ومعدات وذخائر جديدة استخدمتها إسرائيل :

1 – قنابل الفسفور الأبيض :


 استخدمت علي نطاق واسع بواسطة (m825-a1 ) , وهي أمريكية الصنع , كما استخدم الفسفور الأبيض أيضا بواسطة المدفع 155 مم والهاونات 120 مم . وهو عبارة عن مادة شمعية شفافة بيضاء لها رائحة تشبه رائحة الثوم , وعندما تنفجر القنبلة في الجو بواسطة طابة زمنية يشتغل الفسفور عند تعرضه للهواء ويتأكسد بشكل سريع جدا ويتحول الي خامس أكسيد الفسفور . ويولد هذا التفاعل الكميائي حرارة ولهبا أبيض ودخانا كثيفا أبيض اللون ويصبح الفسفور الأبيض مضيئا في الظلام , ويستمر هذا التفاعل الكميائي حتي استهلاك كامل المادة أو حرمانها من الأوكسجين , ويبقي 15% من الفسفور الابيض في القم المحترق من الجسم المصاب علي هيئة بقع بيضاء , وتعود تلك البقايا للإشتعال مجددا اذا تعرضت للهواء لذلك تستخدم قنابل الفسفور الأبيض لاغراض عدة منها انتاج ستائر دخان تحجب رؤية تحركات القوات , الي جانب قدرته علي إبادة أفراد العدو وتدمير معداته خاصة مركباته ومستودعات النفط ومشتقاته , واستنشاقه لفترة قصيره فيسبب جروحا في الفم وكسر عظمة الفك , وقد يخترق العظام ويصيبها , هذا بالاضافة لاختراق الجلد وحدوث اختناق شديد , وانهمار الدموع من العين وحرقان في الانف والاغشية المخاطية واصابة الرئة والقصبة الهوائية , كما يفسد الكبد والقلب والكلي وربما يؤدي الي الموت وذلك لما ينتج عنه من غازات حارقة وسامة تتسبب في اتلاف معظم اجهزة الجسم , ومما يزيد من خطورته قدرته العالية علي الذوبان في الدهون والنفاذ السريع الي داخل الجسم المصاب وإكمال تفاعله واحتراقه مما يعتبر محفزا عاليا للاصابة بالسرطان .


والفسفور الأبيض له أضراره الشديدة علي البيئة , ففي حال تلوث منطقة ما يتسرب في الأتربة وفي أعماق الأنهار والبحار وعلي الكائنات البحرية مثل الاسماك , لذا فهو يهدد سلامة البيئة وصحة الإنسان . كما أن تسرب نواتج الفسفور الأبيض الي التربة الزراعية يفقدها خصوبتها لفترة طويلة بسبب قتل البكتريا المسئوله عن تحليل المواد العضوية الموجوده بالتربة وتثبيت عنصر النتروجين بها بجانب أن هذا التلوث ينتقل للانسان عن طريق النباتات والمزروعات ووصوله الي المياه الجوفية عن طريق الامطار والري .


وقد أطلقت إسرائيل أكثر من 500 قنبلة وقذيفة هاون من الفسفور الابيض ضد مدن قطاع غزة ومخيماته , خاصة مدينة غزة وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا ومنطقة الشجاعية وحي الزيتون الذي دمر بالكامل تقريبا , وقد سبق أن استخدم الجيش الاسرائيلي هذا النوع من القنابل في حربي 2006 و 1982 .


ويحظر البرتكول الثالث من أتفاقية جينيف استخدام هذا السلاح ضد المدنيين والقوات العسكرية المتمركزو بين المدنيين , وقد أتهمت منظمة العفو الدولية – التي قام فريق منها بزيارة قطاع غزة – إسرائيل باستخدامها قنابل الفسفور الابيض ضد المدنيين علي عكس ما ينص عليه اتفاقية جينيف , وهو ما يعني جريمة حرب , وقد رد الجيش الإسرائيلي علي ذلك بأنه استخدم هذا النوع من القنابل باعتبارها قنابل دخان , ووعد بالتحقيق بالامر , خاصة بعد أن طلبت ثماني منظمات حقوقية إسرائيلية من المستشار القضائي للحكومة (ميني مزوز ) بطلب تشكيل هيئة مستقلة للتحقيق في حوادث قتل مدنيين في غزة وانتهاكات من جانب الجيش .

2 – قنابل دايم (dense inert metal explosives (dime)) : يندرج هذا النوع من القنابل فيما يعرف بالأسلحة الغير تقليدية , الاقرب الي أسلحة الدمار الشامل , كما يطلق عليها لاسلاح اللغز وهو لا يزال تحت اتجارب , ويسمي دايم اختصارا لعبارة ( متفجرة المعدن الخامل ذات الكثافة العالية ) . ويصل وزن القنبلة الي حوالي 250 رطل وتطلق من حاويات (agm-154 ) أو (agm -39 ) من مقاتلات اف 16 حيث يتواجد داخل القنبلة متفجرات تتكون من معادن خاملة غير تقليدية يحتويها غطاء مصنع من ألياف الكربون وداخل هذا الغلاف مسحوق ذو كثافة عالية يتألف من خليط متجانس من معادن التنجستين الثقيل ومعه كوبالت ونيكل وحديد , وعند الانفجار يحدث تفاعل كميائي ويزداد تأثيره بامتصاص جزءا من الطاقة الناجمة ليزيد من قدرة الشظايا الناتجة فتخترق الأجسام , وتحدث قطعا في الأنسجة والعظام , حيث يتحول المخلوط المعدني إلي شظايا مجهرية ذات تأثير قاتل علي الأفراد حتي 4 متر من مركز الانفجار , والذي غالبا ما يكون ارتفاعه من نصف الي واحد متر فوق سطح الارض . الامر الذي تسبب في حالات بتر لاطراف الافراد الذين كانوا قريبين من مكان الانفجار , ويعتمد تأثير القنابل علي زيادة قدرة الشظايا علي النفاذ لزيادة فاعليتها , حيث يقوم التنجستين الثقيل الخام بامتصاص جزء من الطاقة الناجمة عن الانفجار ليزيد من قدرة الشظايا علي النفاذ لزيادة فاعليتها . وذلك علي عكس الشظايا من العناصر الفلزية المستخدمة في الاسلحة التقليدية التي تصيب الجسم والنييمكن إزالتها بسهولة بالجراحة ولأن الغطاء الخارجي مصنع من الياف الكربون – وهو مادة سامة – والذي يتفتت عند الانفجار الي اجزاء صغيرو جدا تتناثر علي هيئة غبار سام يؤدي استنشاقة الي الموت , وتصنع قنابل الدايم من خليط متجانس من مواد شديدة الانفجار ومسحوق عالي الكثافة من المعادن الخاملة بنسبة 91-93 % تنجستين , 3- 5% نيكل , 2-4 % كوبالت أو حديد , ومن هنا فإن هذه الأسلحة لا علاج لها وبالتالي يتأكد مخالفتها لقوانين الحرب .


ولا تزال تجري تجارب علي هذا النوع من الاسلحة في معامل القوات الجوية الأمريكية , كما أجريت دراسات عديدة علي تأثير هذا الخليط بمعهد بحوث الإشعاع البيولجي بولاية ميرلاند الأمريكية , وتوصلت الي انه عالي السمية ( لوجود الكوبالت الإشعاعي بإضافة إلي الكربون ) وله تأثير خطير علي المادة الوراثية للخلايا البشرية , كما يساعد علي اتفاع نسب ااصابة بسرطان اللوكيميا , هذا بخلاف أن غاز ثلاثي فلورايد النتروجين الناتج عن انفجار قنابل الدايم يعتبر أكثر فاعلية أكثر من 17 ألف مرة في تدفئة الغلاف الجوي مما يفاقم من مشكلة الاحتباس الحراري في المنطقة , وقد أثبتت التجارب علي الفئران أن التنجستين يسبب سرطان الأنسجة كما يحرق ويدمر الاجهزة الداخلية في الجسم وهي الكبد واكلي والطحال والقلب والرئة , بالأضافة لهجمات من الحمض النووي مما يجعل انقاذ الجرحي شبه مستحيلا , أما تأثير الانفجار القاتل فيكون في حدود دائرةنصف قطرها 4- 5 متر من مركز الانفجار , وأبعد من ذلك تكون إصابات تؤدي إلي بتر أطراف وعروق وسرطان أنسجة وأجهزة داخلية في الجسم .






3 – القنابل الارتجاجية لأسلحة التفجير الحجمي (Volume Detonation Weapons (VDW) )



هذه القنابل تعتبر أحد أسلحة الدمار الشامل ويطلق عليها أسلحة موجات الضغط أو متفجرات الوقود الغازي حيث تنفجر سحابة الغاز فور ملامستها للهواء , وتعتمد فكرة هذا السلاح علي اطلاق سحابة من ذرات الوقود بعد تحويله الي غاز , او تكوين سحابة من ذرات مواد معينة عالية الطاقة – مثل غاز أكسيد الأثيلين أو أكسيد البروبيلين- وخلطها بالهواء الجوي . وعندما تصبح نسبه الغاز الي الاكسيجين ملائمة ويتم اشعال الخليط بواسطة ساعق , وبما يؤدي الي حدوث انفجار يولد موجات من الضغط تنتشر من مركز الإشعال في دوائر الي أقصي أطراف الحابة في أجزاء من المليون جزءا من الثانية . مولدا موجات من الضغط العالي تدمر وتبيد كل شئ أسفل موجة الأنفجار المتولدة , محدثة قدرا كبيرا من الدمار , سواء لما هو فوق الأرض من أفراد ومركبات ومنشأت وأسلحة ومعدات ويشمل ذلك حقول الألغام , وتحصينات مراكز القيادة والسيطرة وحظائر الطائرات ووسائل الدفاع الجوي المحصنة , والدبابات والمركبات الأخري , وايه عوائق تمنع عمليات الإنزال الجوي البحري وتتسب في إبادة البشر , هذا بالاضافة الي تولد كتلة حرارية تصل الي 1000 درجة مئوية ويعتبر زيادة الضغط الي 3.2 كجم كاف لتدمير حقول الألغام والدبابات والسفن وحظائر الطائرات فضلا عن ابادة البشر , حيث تفوق القوة الإنفجارية الناتجة عن حجم معين من هذه النوعيات من الغازات مثيلتها من وزن مادة تي ان تي بحوالي 5 مرات . وقد طورت الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام في سبعينيات القرن الماضي أجيالا من القنابل الارتجاجية cbu-558 ,cbu-73 التي تعتمد علي غاز الاثيلين ومزوده بمظلة فرملية تسقط من الطائرة ثم قنابل cbu-95 حيث زادت كمية الوقود الي 300 رطل من اكسيد البروبلين بنسبة 60% من وزن القنبلة 500 رطل ثم القنبلة blu -96 حيث ارتفع وزن الوقود الغازي فيها الي 400 رطل من أكسيد البروبلين من قنبلة زنه 2000 رطل , كما تم تطوير وسائل توجيه هذه القنابل باستخدام الأشعة تحت الحمراء والليزر , ووسائل توجيه تليفزيوني , بعد أن تم تزويد القنبلة بطابه اقترابية وبما يسمح بانفجارها عند الارتفاع المطلوب من سطح الأرض , ثم سرعة انتشار وتفجير السحابة , وقد أنتجت الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة –وسلمتها لاسرائيل – قنبلة الوقود المتفجر FAE-2 وزنتها 227 كجم وبها 137 من غاز أكسيد البروبيلين , وتصل قوة الضغط المؤكد في مركز انفجارها الي 32 ضغط جوي وبما يقارب الضغط الناتج عن انفجار نووي , وقد استخدم هذا النوع من القنابل في حرب عاصفة الصحراء عام 1991 – حرب تحرير الكويت – لفتح ثغرات كبيرة في حقول الألغام العراقية ولتطهير ممرات هجوم قوات التحالف من القوات العراقية , وعند استخدام القنابل زنه 1000 رطل من blu -96 تصل مساحة التدمير 550* 600 متر, ويمكن اطلاقها من المقاتلات والمروحيات والصورايخ البالستية , وقد ظهرت نتائج استخدام إسرائيل لهذا النوع من القنابل فوق مدن قطاع غزة في مشاهد المباني وقد انهارت طوابقها فوق بعضها , كما لوأن مطرقة ضخمة وجهت لاعلي طابق فيها وقد تركز استخدام اسرائيل لهذه القنابل في المنطقة بين شمال غزة وحتي الحدود مع اسرائيل والتي بها بيت لاهيا وبيت حانون حيث توقعت اسرائيل أن تتواجد في هذه المنطقة اتي يصل عمقها الي 7 كم وعرضها ما بين 4-5 كم معظم مواقع الصواريخ جراد الني تطلقها فصائل المقاومة ضد مدن أشدود وعسقلان وما حولهما من أهداف إستراتجية مثل قاعدة حستور الجوية حيث تتواجد مواقع اطلاق الصواريخ اما تحت الارض حيث يختبئ ثم تظهر عند الطلاق وتعود لتختبئ مرة أخري وفي أحيان أخري كانت تطلق من فوق أسطح المنازل .






4 – قنبلة أختراق التحصينات (GBU-39 BUNKER BUSTER):



حصلت اسرائيل علي حوالي الف قنبلة من هذا النوع من الولايات المتحدة قبل عدة أشهر من العدوان الأخير علي غزة زنتها 250 رطل , وهي مخصصة لاختراق التحصينات المتواجده تحت الأرض , حيث بامكانها اختراقها تحصينات اسمنتية مسلحة بسمك 3 متر , ثم مواصلة الاختراق لتنفجر علي عمق 20 متر وبلغ طولها 1.8 متر وقطرها 0.2 متر ووزنها 113 كجم حمولة المواد المتفجرة 95 كجم ويتم توجيهها بواسطة نظام ملاحي ذاتي في مرحلة الاطلاق الاولي ثم بمعاوة نظام ملاحي فضائي وبما يحقق لها دقة اصابة اقل من واحد متر ويمكن اطلاقها من مقاتلات الاف 15 والاف 16 حيث تحمل الطائرة حوالي 15 قنبلة بمدي اطلاق يصل الي 100 كم






5- الروبوت باك بوتس :


كشفت وكاله نوفستي للأنباء الروسية أن الجيش الإسرائيلي اسنجد بمقاتلين أليين في حرب المدن التي شنتها اثر اجتياحه لقطاع غزة وقد أرجعت الوكالة محدودية خسائر اسرائيل في الحرب علي غزة والتي استقرت في أخر يوم من المواجهات الي 13 قتيلا , الي تركيز اسرائيل علي تزويد جيشها بالعتاد التقني المتطور وخصوصا أجهزة الروبوت وهو نظام امريكي يعرف ب (باك بوتس ) تستخدمه القوات التي تهاجم المدن لاغراض المراقبة واكتشاف الاهداف للعدو قبل التورط في عمليات قتالية وهو مسلح بمجسات وأسلحة يمكنها أن تتحرك في شوارع المدن الضيقة والمناطق التي تشكل خطرا علي الجنود وبعض هذه الروبوتات مجهز بكاميرا صغيرة تنقل صورة الاهداف المعادية المختبئة داخل المباني الي القوات المهاجمة فيتم قصفها قبل مهاجمتها وبعض الروبوتات مجهز لاطلاق النيران تستهدف جذب نيران المدافعين وبالتالي التعرف علي أماكنهم ثم قصفها قبل مهاجمتها ويعتقد أن القوات الاسرائيلية التي اقتحمت الضواحي المحيطة بمدينة غزة – مثل حي الزيتون قد أستخدمت هذه الروبوتات لكشف المباني المفخخة والمتحصن بداخلها مقاتلي حماس.






6- قذائف مسمارية في المدفعية الإسرائيلية :


تحدثت تقاري عسكرية عن أن إسرائيل زودت مدفعيتها ودباباتها بقذائف مسمارية يؤدي انجار الواحدة منها لتطاير حوالي 5000 شظية مدببه الرأس , وتنتشر في شكل مخروطي علي مسافة 100 متر طولا وبعادل حجم الشظية المسمارية حجم مسمار بطول 3 سم وقطر 2 مم وتكمن خطورتها ي كونها عشوائية وهو ما يشكل استهدافا للمدنيين .


7 – المدرعة نامير :




أعلن الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب علي غزة أنه حقق إنجازا كبيرا في استخدام المدرعة الجديدة المتطورة نامير وذلك للتغلب علي عناصر الضعف في الدبابة ميركافا التي سبق أن أعطب منها حزب الله عدة دبابات في حرب لبنان صيف 2006بسبب ضعف التدريع خاصة في بطن الدبابة وفي المدرعة نامير تم ازالة برج الميركافا مع الابقاء علي الشاسية وبذلك خف وزنها وبما زاد من خفة حركتها ,مع تسليحيها برشاش نصف بوصة لتكون بمثابة مركبة قتال مدرعة خفيفة تحمل داخلها عشرة جنود مشاه قادرة عند اللزوم علي النزول من المركبة واقتحام المواقع المعادية , خاصة كمائن الصواريخ المضادة للدبابات الي جانب مايوفره الدرع من حماية لهؤلاء الجنود حتي يصلوا الي الهدف .


8- الرادار هامر :


ولمواجهة مشكلة التصنت التي قام بها حزب الله في 2006 علي اتصالات القيادة الشمالية الاسرائيلية ووحداتها وبالتالي نجاح حزب الله في كشف تفاصيل تحركان الوحدات الاسرائيلية وعمل كمائن لها كبدت الاسرائيلين خسائر جسيمة , فقد تحسب الجيش الاسرائيلي عند اعداده للحرب علي غزة لتكرار هذا السيناريو من جانب حماس , وذلك بتطوير رادار جديد اطلق عليه الاسم هامر يمكنه عبرالاتصال بالاقمار الصناعية التشويش وان يحقق اعاقة علي وسائل اتصال حماس وبذلك نجح في التشويش علي حديث خالد مشعل خلال حديثه واعلانه بوجود تشويش وانقطاع مكالمته , كما نجح هذا الردار ايضا في التشويش علي الاذاعة الفليسطينية لحماس وجعل جميع البرامج متشابكة هذا الي جانب الاعاقة علي الاتصالات بين مركز القيادة الرئيسي لحماس ومراكز القيادة الفرعية التي تم تقسيم القطاع عليها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق