السبت، 15 أكتوبر 2011

ضابط مخابرات سابق : استخدمنا «الجمل» فى الاستنزاف

                    


ضابط مخابرات سابق : استخدمنا  «الجمل» فى الاستنزاف

فؤاد حسين الضابط السابق بالمخابرات الحربية واحد ممن شاركوا في ملحمة المواجهة مع العدو الإسرائيلي بعد 67 وحتي نصر أكتوبر. يروي لـ «الوفد الأسبوعي» أحد فصول تلك المواجهة
، يقول: لم نكن نعلم أن الجمال تسبح في المياه، لكن مجاهدي سيناء أشاروا علينا بذلك وتم اختبار المعلومة فتأكدنا من صحتها، وبدأنا في استخدام الجمال في نقل الأسلحة والذخيرة والصواريخ لمسافة 50 كيلو مترا شرق القناة لتنفيذ عمليات اعتراضية ضد القوات الإسرائيلية استناداً إلي معلومات مجاهدي سيناء التي يصفها بأنها كانت سليمة 100٪ لأنهم كانوا يرونا رأي العين، وأبلغ دليل علي ذلك ما حدث مع المجاهد «عودة صباح» الذي أبلغ القيادة بأن اليهود يتدربون علي عبور القناة قبل حرب أكتوبر 73 وكانت المعلومة غريبة.
ويضيف: المفاجأة أن اليهود أخرجوا «البراطين» من المخازن وهي المعدات الخاصة بعملية العبور وعرفنا ذلك قبل حدوث الثغرة مباشرة.
ويتذكر «حسين» أسرار أول عملية فدائية خلف خطوط العدو بعد الهزيمة وهي تفجير خط السكة الحديد قائلاً: بعد نكسة 1967 ترك الجيش المصري معداته وبعض أسلحته في سيناء، وبدأ الإسرائيليون في جمع تلك المعدات والأسلحة تمهيداً لنقلها إلي إسرائيل، مما استفز ضباطنا.
فصدرت الأوامر من مدير المخابرات اللواء صادق بتفجير خط سكة الحديد (القنطرة شرق) وكانت هذه أول عملية فدائية يقوم بها أهالي سيناء بمعاونة الضباط، واستفز ذلك إسرائيل فأرادت أن ترد بعملية مماثلة لتفجير خط سكة حديد عن طريق تجنيد خمسة شبيحة كانوا يعملون في بورسعيد وتمت العملية وتم القبض علي ثلاثة منهم وهرب اثنان منهم إلي منطقة الاحتلال فسارعت قوات مصرية بتعقبهما داخل سيناء واختطافهما وحكم عليهم جميعاً بالإعدام.
موسي الرويشد:
فجرت معسكر أسلحة وذخائر اسرائيل بـ«قطة»

اقترب عمري من محطته الأخيرة, وكل ما أملكه الآن أجمل ذكريات حياتي من التضحية والفداء من أجل تحرير أرض سيناء التي ارتسمت ملامحها علي جسدي في كل عملية فدائية قمت بها فمازالت بقايا الشظايا تسكن جسدي, وتكسوا وجهي  وتسببت في أن أعيش بقية عمري ضريراً لا أري سوي الظلام.
أعرف أن أحداً لا يعرف عني شيئاً إلا أنها الحقيقة التي أفتخر وأحتفظ بها, وأقوم بترديدها لأبنائي وأحفادي. هكذا بدأ موسي الرويشد أحد ابناء سيناء الذين عاصروا سنوات المرارالتي خلفتها الهزيمة، نجح الرويشد في تشكيل تنظيم سري استطاع ان ينفذ 30 عملية فدائية ودفع الثمن غاليا في المعتقل الاسرائيلي وفقد إحدي عينيه وتهشم قفصه الصدري نتيجة التعذيب داخل السجون الاسرائيلية، ومازالت آثار الشظايا التي شوهت وجهه وأجزاء من جسده ترسم ملامح بطل من نوع فريد.

شهد اجتياح دبابات العدو الاراضي المصرية علي أشلاء آلاف من جثث الجنود المصريين، ويؤكد البطل ان الهزيمة ليست مبررا كافيا للاستسلام، فالهزيمة في رأيه تفرض المقاومة وعدم الاستسلام حتي لا يتمتع العدو بفرصة من الاسترخاء أو الشعور بالامان، ويقول موسي الرويشد كان للجيش المصري معسكر بقرية الخروبة بطريق العريش رفح و قام الطيران الإسرائيلي بقصف الموقع بمن فيه وأثناء سيري بين اشجار الزيتون سمعت صوت أنين قرب شجرة عنب بمزرعتنا فاسرعت الي ابي الذي نهض مسرعا معي للبحث عن مصدر الانين، فوجدنا ضابطا مصريا برتبة عقيد وكان قائد الكتيبة التي نسفت فاصطحبناه الي منزلنا و قمنا بعلاجه في الوقت الذي كانت اسرائيل تبحث عن الجنود المصريين في كل مكان، وكانت القوات الإسرائيلية تقتحم المنازل للبحث عن الجنود والأسلحة والذخائر لكننا لم نخش من تهديداتهم وإرهابهم وظل العقيد مجدي زكي لمدة 6 أشهر قام خلالها بتدريبنا علي استعمال القنابل والألغام بجميع انواعها وكان اول تعليماته جمع ذخائر ومخلفات الجيش المصري والتخلص منها وكانت اسرائيل قد قامت بتجميعها عند سد وادي العريش تمهيدا لنقلها الي تل أبيب وقمنا بوضع القنابل والمتفجرات تحت الدبابات والعربات العسكرية قبل تحركها في الصباح وعادت الفرحة الي قلوبنا مع توالي الانفجارات في الدبابات والسيارات المحملة بالذخيرة المصرية.
أما العقيد مجدي زكي فقد قمنا بتهريبه الي داخل مصر عن طريق بحيرة البردويل ومنها الي بورفؤاد وبعد عودتنا بأيام، عثر أبي علي لغم وفي أثناء تنظيفه من الصدأ انفجر فيه وكانت هذه الحادثة كفيلة بالقضاء علي قرار المقاومة بداخلنا ولكن والدتي قامت بتهيئتنا لمواصلة العمل الوطني والاستشهاد في سبيل الله، وبدأ اخي الاكبر بعمليات فدائية ضد العدو حتي استشهد اثناء الاشتباك مع جنود الاحتلال وحملت لواء الاستشهاد بعده وكنت قد احترفت التعامل مع الالغام والقنابل وزرعها في طريق المدرعات والدبابات بينما شقيقتي تقوم بمراقبة الالغام وما تحصده اثناء رعيها  الاغنام وتوافينا بالاخبار التي تسعدنا وتدخل الفرح الي قلوبنا وكنت ازداد اصرارا وعزيمة عندما أسمع بسقوط قتلي العدو وخلال احدي رحلاتي مع اقاربي الي وسط سيناء شاهدت مخزنا كبيرا للقوات الاسرائيلية وكان هذا المخزن بدون سور وبعد مراقبة المكان عرفت ان السيارات الجيب تقوم بحراسته من الأربعة جوانب، وبعد عودتي قررت شن هجوم علي المخزن وتنفيذ العملية واصطحبت بجركن صغير مملوء بالبنزين وقطعة قماش واتجهت الي المكان المحدد، وفي الساعة السادسة مساء كنت أقف بالقرب من المخزن وقمت بربط قطعة قماش بذيل إحدي القطط وشبكت الطرف الثاني بأسنانها ثم قمت بوضع بنزين علي قطعة القماش وأشعلت النار بها وعلي الفور قامت القطة بالاسراع نحو الذخائر بالمخزن وكان ذلك اقرب مكان لها وعندما رأيتها تدخل المخزن قمت بالإسراع الي الاختباء داخل كهف بأحد الجبال فور الانفجار الذي أضاء المكان وعلي الفور بدأت القوات الإسرائيلية تمشيط المنطقة للبحث عن الجناة. وقبل طلوع الشمس هدأت الأمور فقررت العودة إلي منزلي.. ورجعت سيرا علي الأقدام حتي وصلت بسلام..................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق